الصفحات

الجمعة، 13 ديسمبر 2013

الحضارة الغربية


الحضارة الغربية (تعرف أيضا بـالثقافة الغربية أو الحضارة الأوروبية)، وتشير إلى ثقافات القارة الأوروبية. تعود جذور هذه الحضارة إلى أكثر من 9000 سنة قبل الميلاد، حيث اكتشفت حرفة الزراعة عند ضفاف أنهار الفرات, دجلة, والأردن, ومنها انتشرت إلى القارة الأوروبية, مما أدى إلى إنشاء وتطوير أولى المدن, الدول والامبراطوريات في العالم[1]. ومع ذلك, فإن الثقافة الأوروبية المتطورة ضمن الحدود الجغرافية للقارة بدأت من اليونان ثم قويت وانتشرت على يد الرومان, وبعدها اعيدت صياغتها وطورت خلال عصر النهضة في القرن الخامس عشر, وفي النهاية نشرت عالميا على يد الإمبراطوريات الاستعمارية والتي نشرت ثقافة ونمط حياة الأوروبيين خلال فترة القرن السادس عشر والقرن العشرين. تطورت تلك الثقافة لتشمل مجالات متكاملة من الفلسفة ومن طرق التربية والتعليم خلال العصور الوسطى, ومن تطور الديانة المسيحية بشكل خاص وازدهار العلوم الإنسانية. شمل أيضا تطور جذري في طرق التفكير المنطقي شملت انفتاح العقل والتنوير وظهور مبادئ ومصطلحات جديدة مثل ديمقراطية، رومانسية، العلم وتطور النظام الاجتماعي وغيرها. وبفعل الانفتاح العالمي، فإن الثقافة الغربية قد تواصلت مع ثقافات أخرى مما أدى إلى تأثر متبادل بينهم.
مصطلح "الثقافة الغربية" يستعمل للإشارة إلى مجموعة التراث الثقافي التي تشمل المبادئ الاجتماعية والأخلاقية، العادات والتقاليد المحلية والمعتقدات الدينية, الأنظمة السياسية ومجموعة الأثار والأعمال التاريخية وأيضا التقنية منها. الثقافة الأوروبية تقوم على عدة أسس أهمها:
هذا المصطلح يشير للدول التي أثرت بشكل كبير على تلك الحضارة ولكن بالأخص على تلك التي شكلت أمبراطوريات وقامت باحتلال أو استعمار مناطق أخرى من العالم مثل الأمريكيتين وأستراليا ولكنها ليست حصرا بدول أوروبا الغربية.



أصل استخدام المصطلح

في فترة العصور القديمة, لم تكن الحضارة الغربية ذات تميز أو أثر واضح, بحكم أنها تطورت من الشرق الأوسط وبلاد اليونان فإن أثر تلك المناطق كان أكبر. الحضارة الإغريقية لم تكن مختلفة كثيرا عن حضارات جيرانها مثل شعب منطقة الأناضول, وكانت منتشرة خاصة بعد حملات الإسكندر الأكبر في العالم القديم ومن ثم ظهور اللإمبراطوريات الرومانية ومن ثم البيزنطية التي تتصف بطابعها الديني المسيحي, حتى فترة ظهور الإسلام حيث سقطت معظم تلك الامبراطوريات بيد المسلمين وتراجع تأثير تلك الحضارة اليونانية بشكل واضح.
في أواخر القرن العشرين, وبعد ظهور مصطلح مثل "العولمة" (بالإنجليزية: globalism), أصبح من الصعب تصنيف كل ثقافة وحضارة وتحديد مكان الأفراد فيها وأصبحت ثقافات الشرق في خلاف مع الغرب حول طرق التصنيف ونسبيتها وانتقاد بعضها البعض في هذه القضية. بعد نهاية الحرب الباردة, قام مصطلح العولمة بنشر الأفكار الغربية حول العالم حيث كل الدول المتقدمة تقريبا أصبحت مصدر تلك الأفكار التي هي بدورها قد تبنتها من العصور السابقة.مما أدى إلى نشوء مصطلحات جديدة تقسم العالم إلى مناطق حسب التطور منها مصطلح "الاستغراب" (Occidentalism) الذي يشير إلى "الغرب" كدول متقدمة وهو عكس مصطلح الاستشراق (Orientalism) المشير لدول "الشرق" والذي استخدم خلال القرن التاسع عشر واصفا لدول تلك المنطقة.
جغرافيا, العالم الغربي اليوم يمكن أن يشير إلى الدول الأوروبية الكاثوليكية والبروتستانتية, كما يضم دول م وراء البحار والناطقة باللغات الإنجليزية, الفرنسية, الإسبانية, والبرتغالية. وقد يشمل حيانا فقط بلدان أوروبا وأمريكا الشمالية


تاريخيا

الحضارة الغربية ليس ثابتة أومستقرة, بل تتغير ويعاد تشكيلها مع الزمن مثل باقي الحضارات. يختلف التنظيم والبناء السياسي عند الإغريق في العديد من النواحي عن مثيلتها في حضارة الرومان, وتأثير المدن الإغريقية القديمة يختلف عن تأثير الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة في الوقت الحاضر من ناحية السياسة. تغير وسائل الترفيه بين الحضارات حيث كانت العاب المصارعة شعبية في روما القديمة, وفي الوقت الحاضر حلت العاب أخرى مثل كرة القدم مكان المصارعة كوسيلة للترفيه الرياضة. وغيرها من الاختلافات التي تظهر في الحضارات مع مرور الزمن.
مفهوم "ما هو الغرب؟" نشأ بعد تفكك الإمبراطورية الرومانية الغربية والإمبراطورية البيزنطية إلى دوليات أصغر, ولاحقا بظهور مفهوم العالم المسيحي وظهور الإمبراطورية الرومانية المقدسة. في الوقت الحاضر, الفكرة العامة عن الثقافة الغربية تشمل مفاهيم مثل العالم اليونانو-روماني والعالم اليهودي-المسيحي بالإضافة لأفكار عصري النهضة والتنوير.


الغرب في العصور القديمة

كان الغرب يتشكل في العصور القديمة من حضارات وشعوب الإغريق, الرومان, الكلتيون والجرمان.
الصراع بين عالمي الغرب والشرق قد ظهر في الأعمال القديمة لهوميروس مثلا بوصفه حروب الإسكندر الأكبر وحروب شعوب اليونان ضد إمبراطورية الفرس, كأحد نماذجه الفكرية في وصف ذلك المفهوم. اعتبر شعب الإغريق نفسه مثالا للتحضر حسب وصف أرسطو, وبأنهم يمثلون تطورا للإنسان الربربي الهمجي لكن في الوقت نفسه ذو تواضع وذو حس مرهف الذي يمثل الشرقيين. شكلت العلوم والفنون اليونانية النواة المكونة للإمبراطورية الرومانية والتي انتشرت في أنحاء القارة الأوروبية, وبعدها وبظهور المسيحية وخاصة الأورثوذوكسية منها تم تأكيد ذلك المفهوم الذي وضعه أرسطو آنذاك.
بعد خمسمئة عام, قامت الإمبراطورية الرومانية بالمحافظة على أسس ثقافة اليونان الشرقية, وطورت الثقافة اللاتينية الغربية, لكن الفصل بين العالمين الغربي والشرقي ظل قائما مما ظهر تأثيره واضحا على ثقافات ولغات شعوب المنطقتين. فكرة الديمقراطية بقيت قائما في الفكر والأدب الروماني على الرغم من أن روما قد فقدت صفة الديمقراطية مثل باقي الحواضر اليونانية القديمة, وتبنيت نظام الإمبراطورية بمثابة حل سريع للمشاكل السياسية الداخلية في روما.
لكن سرعان ما أصبحت فكرة الإمبراطورية سببا بانقسامها لقسمين شرقي متطور ومزدهر وغربي متخلف, مما أوجد العديد من الاختلافات في وجهات النظر وسرعان ما ظهرت تصنيفات قسمت العالم لمعروف آنذاك لثلاثة مجموعات: قسم شمالي (شعوب الكلت والجرمان), قسم شرقي (يمثل التطور والازدهار) وقسم جنوبي (يتصف بالتخلف والخطورة ويشمل معظم المناطق المتخلفة وفي بعض الأحيان لإفريقيا), القسم الغربي كان يتصف بالهدوء ويشمل فقط منطقة البحر المتوسط. بعد ظهور المسيحية وانتشرها اوساط العالم الروماني, معظم العادات والتقاليد الرومانية تشربت الديانة الجديدة, مما يجعلها بمثابة نواة للحضارة الغربية اللاحقة وخاصة بعد سقوط نظام الإمبراطورية في روما.



الغرب في العصور الوسطى

كان يطغى على الغرب طابع المسيحية في فترة العصور الوسطى, بالإضافة لطابعه "اللاتيني" و"الفرنجي" ذو الديانة الكاثوليكية, حيث الشرق كان بقي على وضعه كإمبراطورية أورثوذوكسية ذات اللغة اليونانية كلغة رسمية. وبعد تنصيب شارلمان ملكا على الجزء الغربي, عرفت المنطقة باسم بلاد الفرنجة من قبل جيرانهم البيزنطيين والمسلمين.
بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية في روما, كانت معظم الأعمال الأدبية والفنية اليونانو-رومانية في خطر الزوال, وكانت محصورة في منطقة إيطاليا وبلاد الغال, مما يجعلها مركز الغرب الجديد. عانت أوروبا من الانقسام السياسي وظهور الممالك والإمارات, وتحت سلطة الملك, ظهر نظام الإقطاعية كمظهر من مظاهر ذلك العصر. نصب شارلمان أمبراطورا على الروم من قبل البابا عام 800, تخلل فترة حكمه ظهور أفكار النهضة, وإحياء الفن, الدين والأدب في مركز الكنيسة الكاثوليكية. عبر سياسة شارلمان الداخلية والخارجية, ساعد على إعادة تشكيل الغرب وإضافة السمات المميزة للعصور الوسطى. عرف من قبل الفرنسيين باسم "شارل الأول", في ألمانيا باسم "كارل الأكبر" (بالألمانية: Karl der Große) ورأس الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وبإعادة الإمبراطورية الرومانية الغربية للحياة من جديد, شكلت خطرا على جارتها الشرقية, ووترت العلاقة بين القسطنطينية وروما.


الكثير من أسس العالم ما قبل الروماني الثقافية كانت موضوعة قبل سقوط إمبراطورية روما القديمة, وقد تم إعادة تشكيلها من قبل المسيحية. حيث حلت المسيحية مكان ديانات روما الوثنية في القرنين الخامس والسادس وأصبحت الدين الرسمي للإمبراطورية وذلك بعد تعميد الإمبراطور قسطنطين الأول, وكانت سببا في توحيد أبناء شعب الإمبراطورية الغربية أصبحت العلوم والفنون والأدب تدرس حصرا في الكنيسة, مما شكل أحد أسباب عدم اندثارهم. أسست الكنيسة العديد من الأديرة, الكاتدرائيات, الجامعات ومدارس علم اللاهوت في فترة القرون الوسطى وحيث العديد منها قد بقيت حتى الوقت الحاضر. في ذلك الوقت, كانت الكنيسة الوسيلة للعديد من الرجال للوصول إلى السلطة ولمراكز القوة, مما يدل على تأثير سلطة الكنيسة الواسع في أوروبا آنذاك
في الجانب الآخر, وفي ظل تطور فلسفة العقل في اليونان وتأثير الديانات التوحيدية في بلاد الشام وخاصة الإسلام. بدأت قوة العالم الإسلامي الثقافية تؤثر على أوروبا, وبعد انحسار الاهتمام بالعلوم والآداب اليونانية في أوروبا خاصة بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية, وفي البقاع لتي اعتنقت المسيحية سابقا لكنها لم تكن تحت سلطة الإمبراطورية مثل إيرلنداعلى أي حال, قام الإمبراطور الشرقي جستنيان الأول (آخر الأباطرة الشرقيين الذين تكلموا اليونانية كلغة رسمية) قد أغلق الأكاديمية عام 529, حيث يتخذ عادة هذا التاريخ كنهاية العصور القديمة, وقد تمت المحافظة على التاريخ القديم الكلاسيكي من الإمبراطورية البيزنطية وخاصة في العاصمة القسطنطينيةو التي صمدت لألف عام, وذلك قبل سقوطها بيد الأتراك العثمانيين. تمت الحفاظ على العمل بقانون جستنيان وخاصة في إدارة العلاقات التجارية والسياسية بين القسطنطينية ودول وممالك الغرب مثل البندقية. تم الحفاظ على الثقافة اليونانية والتوسع بها حتى بعد ازدهار الثقافة الإسلامية, والذي حلت تدريجيا محل التأثير الروماني-البيزنطي على مناطق البحر المتوسط, الشرق الأوسط, شمال إفريقيا وإيبيريا, وقد امتدت حتى حدود اليونان والتي أصبحت الثقافة المسيطرة على تلك المنطقة. في مناطق العالم الغربي البعيدة, تمت إعادة الاعتبار للثقافات اليونانية والرومانية القديمة خاصة بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية وذلك من قبل بعض المؤرخين ودعاة الدين المسيحي الإيرلنديين مثل القديس كولومبا عن طريق نشر الدين المسيحي والتعاليم باللغة اللاتينية خلال أوائل فترة العصور الوسطى, وبفضل البيزنطيين والمسلمين أواخر فترة العصور الوسطى ومن خلال عصر النهضة.
بعد إعادة العمل بقانون جستنيان في العالم الغربي خلال القرن العاشر, إزداد الاهتمام بدراسة القانون, مما شكل أحد مظاهر إعادة ترسيم الحدود بين الغرب والشرق. أصبح القانون الروماني أساسا لكل مفاهيم القوانين والأنظمة في مناطق حكم الفرنجة والكنيسة الكاثوليكيةوالذي تأثيره يبدو واضحا حتى الوقت الحاضر. وتم تشكيل مفاهيم مثل الحقوق المدنية, التساوي بين الأفراد, المساواة بين الجنسين, الديمقراطية واعتبارها اسسا للقوانين في العالم الغربي.
شجع الغرب على نشر المسيحية والتي ارتبطت بقوة بنشر الثقافة الغربية. وبفضل تأثرها بالثقافة والحضارة الإسلامية(التي حفظت جزء كبير من الثقافات القديمة لمناطق الشرق الأوسط, الهند, الأندلس, فارس, روما وحضارة الإغريق) والتي اقتبست منها خلال الحملات الصليبية على بلاد الشام. ترجمت الأعمال الأدبية العربية غلى اللغة اللاتينية خلال العصور الوسطى. وبعد فتح القسطنطينية وسقوط الإمبراطورية البيزنطية من قبل الأتراك العثمانيون, تمت هجرة العديد من المسيحين اليونان إلى مدن وممالك مثل البندقية حاملين معهم العديد من آثار الثقافة البيزنطية وبدؤوا بتعلم اللغة واعمال الأدب والعلوم اليونانية. تأثير الثقافتين العربية واليونانية كان أحد أسباب بدء عصر النهضة. خلال فترة القرن الخامس عشر والسابع عشر تم انتشار الثقافة الغربية في كل أرجاء العالم وذلك خلال فترة عصر الاستكشاف وبعدها تأثير الإمبريالية في فترة القرنين الثامن عشر والعشرين.


الغرب في العصور الحديثة

الإمبراطوريات الغربية عام 1910
في بداية العصور الحديثة, بدأ الصراع بين الغرب والشرق يضعف, بدأت المسيحية تفقد مكانتها وأهميتها كديانة. بدأ الأوروبين بالتواصل مع شعوب العالم الأخرى, والمفهوم القديم للعالم الغربي تغير حتى وصل لوضعه الحالي. في أوائل العصر الحديث, بدأ عصر الاستكشاف من قرون السادس والسابع عشر بالتحول إلى عصر التنوير وذلك حتى أواخر القرن الثامن عشر, وقد تميز هذان العصران بتطور قدرات لأوروبيين العسكرية وصناعة الأسلحة. جعل هذا الاختلاف الكبير بينهما العالم الغربي كموطن للعلوم وقيام الثورات الصناعية والتقنية. انتشرت أيضا أنظمة السياسة الغربية حول العالم. في بداية القرن التاسع عشر بدأ ما يسمى بـ"عصر الثورات" (بالإنجليزية: "Age of Revolution") وظهور الإمبراطوريات العالمية والتقدم التقني والعلمي الهائل, بالإضافة إلى الصراعات الدموية في شتى بقاع الأرض والتي امتدت حتى القرن العشرين.
باكتشاف أوروبا للعالم كله, تغيرت بعض المفاهيم الجغرافية, فبعد أن كان العالم الإسلامي معروفا بكونه يمثل "الشرق", أصبح يعرف بمصطلح "الشرق الأدنى" وذلك بعد اكتشاف الأوروبيين مناطق مثل الصين في فترة حكمها من قبل سلالة تشينغ واليابان المحكومة من قبل حكومتها المستنيرة خلال القرن التاسع عشر خلال فترة الحرب اليابانية الصينية الأولى بين عامي 1894-1895, تم تحديد مصطلح "الشرق الأقصى" وبسقوط الإمبراطورية العثمانية في تلك الفترة حدد معنى "الشرق الأدنى"مصطلح "الشرق الأوسط" استعمل أواسط القرن التاسع عشر شاملا مناطق نفوذ الإمبراطورية العثمانية السابقة وكمناطق غرب الصين, شبه القارة الهندية وفارس العظمى, لكن في الوقت الحاضر يماثل مصطلح "الشرق الأدنى".



السياسة

بعد زوال الإمبراطوريات الغربية السابقة, إعتبرت الديمقراطية وحرية التعبير أحد مميزات الحضارة الغربية الحالية والتي تميزهم عن جيرانهم الشرقيين تطورت فكرة فصل الدين عن الدولة أواخر العصور الوسطى وفي بدايات العصور الحديثة, مما مكن عملية فصل سلطات الدولة بعضها عن بعض, مما يجعل الديمقراطية بمفهومها الغربي مختلفة عن باقي الديمقراطيات بشكل عام.
بالمقارنة مع عدة ثقافات أخرى, فإن الثقافة الغربية ترفع مرتبة الفرد وتحترم حقوقه. على كل حال يبقى هذا المفهوم غير مطبق بشكل عملي ويبقى نظريا. لكن وبمجرد اختلاف آراء الفرد ومطالبه عن مصالح المجتمع ككل, تم تفسيرها بطريقة غير مفهومة أو خاطئة مما يجعل قبول الفرد بين بناء المجتمع يبقى معلقا بنتيجة تقبل أحدهما أفكار الآخر. وقد تغير هذا الوضع عند مختلف طبقات المجتمع, وكنتيجة عن ذلك ظهرت العديد من الحركات الاجتماعية والثقافية التي أثرت في المجتمع والتي بقيت حية حتى الوقت الحاضر.
يقوم المجتمع الغربي بتشجيع الأفراد على الابتكار والإبداع والتعبير عن آرائهم بحرية, مما يؤدي إلى تطور الفنون وعلوم التقانة بشكل واضح. علاوة على ذلك, تشجع الرأسمالية إيديولوجية الأفراد بشكل كبير وذلك في كل الدول الغربية تقريبا
تبنت الحكومات الغربية في الوقت الحاضر نموذج المجتمع الاقتصادي الليبرالي والرأسمالي والتي تتصف بتعدد الأحزاب السياسية, والنظام الرئاسي والبرلماني أو حتى نظام مجلس الشيوخ (في بعض الدول) والتي تعمل بنظام الانتخابات والتي بشكل عام تلخص معنى كلمة "ديمقراطية" والتي تقوم بتفضيل آراء الأغلبية عندما يتم وضع القوانين وتقرير القرارات التي تهم الدولة.



التأثير العالمي

البيت الأبيض, أحد النماذج المعمارية الحديثة والمتبنية من حضارة الإغريق القديمة
أثرت معظم العناصر المكونة للثقافة الغربية على ثقافات العالم أجمع. قام شعوب الثقافات الغربية وغير الغربية بإرفاق مصطلح "الحداثة" (بالإنجليزية: modernization) (أي تبني التطور العلمي والتقني) بمصطلح "التغريب" (بالإنجليزية: westernization) (تبني الثقافة الغربية). اقترح بعض أفراد المنتميين للثقافة الغربية الفصل بين مفهوم الحداثة والقيم السلبية للحضارة الغربية والتي تتناقض مع القيم والمميزات التي تميز تلك الحضارة بمنظورهم الشخصي. القيم السلبية برأيهم تشير للإمبريالية وتقوض مبادئ الحرية, ويجب معاملة جميع الثقافات والحضارات بصورة متكافئة, وهذه الفكرة موجودة في الفلسفة الغربية.
الذي لا خلاف فيه هو أن صور التقدم التقني والتطور والمفاهيم الاجتماعية التي تحدد مفهوم "الحداثة" قد تطور في العالم الغربي.

الثقافة والفنون

الأدب الغربي, أول أعمال ويليام شيكسبير
المسرح الكلاسيكي, من أوبرا وباليه: بحيرة البجع
الفن الغربي: الموناليزا
بعض الخصائص الثقافية والفنية تميز الحضارة الغربية من الحيث الشكل والأصل. الرقص, الموسيقى, الفنون البصرية, القصص ,الروايات, فن العمارة والعلوم الإنسانية, كلها قد عبر عنها بطرق مميزة لهذه الحضارة.
يعود منشأ كل من السيمفونية, كونشرتو, سوناتا, الأوبرا, وأوراتوريو إلى إيطاليا, كما أن العديد من الآلات الموسيقية المستعملة حول العالم قد طورت في الثقافة الغربية ولاسيما الآت البيانو, الكمان, قيثارة, ساكسفون, وغيرها من الالات النفخية والوترية, كما تطورت أيضا طرق العروض الموسيقية من عزف منفرد على آلة مثل البيانو, الأوركسترا أو رباعي وتري.
يعتبر فن رقص الباليه مميز للحضارة الغربية, كما انه تعتبر صالة الرقص من ابتكارات هذه الحضارة, كما انه عرف لديها العديد من فنون الرقص الشعبية مثل البولكا, الرقص الرباعي, رقص الخطوة وغيرها.
تاريخيا, أنواع الموسيقة المعروفة لدى الحضارة الغربية تتلخص في الموسيقى الفولكلورية, الجوقة, الكلاسيكية, الريفية, روك أند رول, الهيب هوب والإلكترونيكا.
بما أن الملاحم التاريخية مثل المهابهاراتا وإلياذة هوميروس تميز العصور القديمة والمعروفة حول العالم, يعتبر أدب الرواية من أنواع سرد القصص الحديثة التي نشأت في الغرب في فترة أعوام 1200 حتى 1750. فن التصوير الضوئي والصور المتحركة قد نشأت أيضا في الغرب مكونة نمط جديد من الفنون. "أوبرا الصابون" قد نشأت في الولايات المتحدة في مطلع الثلاثينات, وتعتبر شكل تقليدي لفن السرد القصصي الذي كان تذاع على الراديو ثم نقلت على التلفزيون, وتعتبر أول شكل من أشكال المسلسلات الحديثة, وسميت بهذا الاسم نسبة لشركات التنظيف والصابون التي كانت ترعى العمل الفني آنذاك. ازدهر فن الأغنية المصورة أيضا في الغرب في منتصف الثلاثينيات.
تطور أيضا فن العمارة في الغرب بشكل لافت, حيث طور الفن الإغريقي والروماني من حيث استعمال الأعمدة والمداخل القديمة في العمارة الحديثة, طور الفن الرومانسكي, القوطي, الباروكي, والفيكتوري بشكل ملفت وبقي مستعملا حتى الوقت لحالي. يميز العمارة الغربية استخدامها للأشكال البسيطة, الخطوط والمنحنيات والأشكال المتعددة, واستخدام المسطحات بدون زخرفة. شكل مميز من العمارة الغربية والذي يعتبر من أهم اشكالها هو ناطحات السحاب التي نشأت في مدن مثل شيكاغو ونيويورك.
يعتبر يان فان آيك مطور فن الرسم الزيتي, كما ان فن التصوير المجسم وتطوير الفن الزيتي قد تطور في مدينة فلورنسا. في الفن, يعتبر التشابك من مميزات الفن الغربي. يعتبر تصوير الذكر أو الانثى بأجساد عارية في لوحات أو في النحت أحد المكونات الفنية المهمة. فن البورتريه الواقعي يحظى بمكانة مهمة في الفن الغربي. المؤدون في الفنون الأخرى مثل الرقص, الموسيقى, المسرحيات وغيرها غالبا لا يقومون باخفاء هويتهم كما كان يستخدم من قبل, وقد تم تجاوز المواضيع الحساسة مثل الدين الو الجنس والذي كان يحظر الخوض فيها في الفن القديم.
بدأت الموسيقى الشعبية بالانتشار بفضل الأمريكيون الأفارقة عن طريق موسيقى الجاز والبلوز, حيث وضعت الأسس للموسيقى الشعبية المعروفة حاليا, مضيفين انماط موسيقية جديدة مثل ريذم أند بلوز. فانك وهيب هوب وبينما ادخل البريطانيون أنواع جديدة من الموسيقى خاصة الروك آند رول والهيفي ميتال. من جامايكا ادخلت موسيقى السكا والريغي. عرفت من منطقة الكاريبي موسيقى السالسا والباتشاتا واحدثهم الريغيه تون, وقد عرفت في بلدان مثل الدومينيكان, كوبا, وبنما متأثرة بالأنغام الإفريقية وتم تطوير تلك الأنماط في رحاب الحضارة الغربية وتم ابتكار انماط جديدة من تداخل انماط قديمة.نمط آخر منتشر بكثرة في تلك الحضارة موسيقى التانغو الأرجنتيني والأوروغوايي والسامبا, انتشرت أيضا الموسيقى الإلكترونية وموسيقى العزف المنفرد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق